الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واعترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
مواقف تربوية من السنة النبوية
تواضع النبي للضعفاء
روى مسلم وأبو داود والترمذي في ((الشمائل)) واللفظ لمسلم ، عن أنس رضي الله عنه :
((أنَّ امرأةً كان في عقلِها شيء ، فقالت : يا رسول الله إنَّ لي إليك حاجة ، فقال : يا أُمَّ فلان ، انظري أيَّ السِّكَكِ شِئتِ حتى أقضي لكِ
حاجتك ، فخلا معها في بعض الطُّرُق ، حتى فَرَغَتْ من حاجتها)) .
وفي رواية أبي داود : ((فجلسَت فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليها حتى قضتْ حاجتها))
(1) .
_______________________
(1) قال الإمام النووي في ((شرح صحيح مسلم)) 15 : 82 : ((في هذا الحديث بيانُ تواضُعِه صلى الله عليه وسلم ، بوقوفه مع المرأة الضعيفة ، ليَقضي حاجتَها ويُفتيَها في الخَلْوةِ ، ولم
يكن ذلك من الخَلْوةِ بالمرأة الأجنبية ، فإن هذا كان في مَمَرِّ الناس ومُشاهدتِهم إياه وإياها ، ولكن لا يَسمعون كلامَها ، لأن مسألتها مما لا يُظهَرُ ، والله أعلم)).
الإسلام أولا